اخبار الحوادث

Friday, May 21, 2010

أول قصة : (أحمد وسحر) غرام في غرام

منقول من موقع نور اسلامنا


(بين قوسين هذه أول مرة بحياتي أكتب قصة ...لذلك أثرت أن تكون قصة من نسج الحقيقة لا الخيال لأتدارك مااستطعت الأخطاء ..فكلما كان القول حقيقيا كلما وصل الى القلب وبلغ مبلغه ومراده )

أحمد وسحر غرام في غرام

أبطال القصة هم ..الأم سحر .. والإبن أحمد

تدور أحداث هذه القصة ..داخل البيت الذي فيه أربي أحمد أعده للحياة كأحسن مايمكن للرجل أن يكون ...أجتهد قدر إستطاعتي وعلى ربي توكلت أسأل الله أن يرعاه ويهديه سواء السبيل وأن ينبته نباتا حسنا فهو ربي أهل ذلك والقادر عليه .. وأنا أم كأي أم تسعى لفلاح أبنائها تراهم شموس في سماء واحدة
غير أن الحقيقة هناك شمس واحدة ...
وبما أنني تلك الأم التي تحاول الاجتهاد قدر المستطاع فلا أنفك عن التوجيه والتدليل وتقديم الحب دون شرط أو قيد...
وذات يوم من الأيام التي تعلن فيها الشمس عن قدراتها في إحمرار الخدود مهما كان لون الجلد إعلانا منها عن صيف حار جدا جدن...
يدخل حبيبي أحمد إلى البيت عائدا من مدرسته الجميلة معلنا الحرب على أخته ...ضاربا بعرض الحائط كل القوانين والدساتير والمواثيق المبرمة بالمنزل
إذ يدخل مغاضبا محمر الوجنتين وكيف لا تحمر تلك الوجنتين الجميلتين تبارك الرحمن أحسن الخالقين ...
وينهال بألفاظ - يعلم تمام المعرفة أنها في هذا البيت تعد محرمة- ...على أخته الرقيقة الفتاة الناعمة الهادئة المحبة الخلوقة ...

وإذ بي وكأني أحلم وأتسائل ..ترى من هذا ؟ من يكون ؟ هل هو ذلك الصبي الذي أربي ؟ أابني هو الذي علمت ودللت واحتملت وصبرت وكظمت من الغيظ كثيرا حتى أراه سويا معتدلا ...؟!! ماذا أصاب الولد ؟! يا للعجب ..!! وفي جزء من الثانية قررت الصبر واستيعاب الأمر ...فلعل بالأمر أمر ...
ودخلت إليه أمشي بخطوات ثابتة هادئة ذات إيقاع له معنى ...
وفهم الولد من حركات جسمي ...أن بالأمر أمر وأن عليه أن يواجه مااقترفت يداه ...
وتهرع إليا أخته اللطيفة متوسلة ألا أعاقب أخيها فهي تعلم أني كما أكافئ أعاقب .. ومامن شك أن أي عقاب وإن كان على أخيها واقع إلا أنها مؤكد ستضرس من أكل أخيها لليمون لامحالة
..لكني هدئت من روعها وأمرتها بالدخول الى غرفتها بعد شكري إياها لصبرها على أذى أخيها لها ..كما وعدتها بأن أخذ حق الله لها من أخيها ...
.. وبينما أتحدث إليها يرقبني أحمد ويرتعد داخليا وأكاد أسمع تفكيره ...إذ يقول أعلم أن أمي ستعاقبني فهي تهتم بالكلمات وقد تحرمني من اللعب معها أو من الذهاب لتماريني التي أحب بالنادي وربما تحرمني ..أو تحرمني ..لالالا ..سأرتمي بأحضانها وأعدها بعدم تكرار ذلك سأبكي مقتربا من قلبها فيسمعني فتصفح ...ليس لي الا هذا ...!!!
وبدأ أحمد بالجري مسرعا الى أحضاني ...يعلم ذلك الصبي نقطة ضعفي ...لكن هيهات هيهات ..!!
تجمدت أحضاني لم تكن دافئة كما اعتاد .. وكم حرمت ضمه في تلك اللحظة كما أحب.. لكني أربي رجلا لا طفلا ...وعليا أن أقسو على نفسي وأحرمها مماتحب ...عليا بالحزم ..نعم هكذا قلت لنفسي ..
ومع تلك اللحظات الصامتة يسود صوت دقات الساعة ...كنذير لأحمد ..بأن الأمر جد جلل لكن ..ما العمل ..!!
وظل الولد متمسكا بي وبين رجائه وصمتي ...ساد المكان هدوءا غريبا ...سكت عن الرجاء عن البكاء .. الولد في حالة ترقب كفيلة بتأديبه تماما ..

ثم عاد لمناداتي ورجائي والبحث عن الدفئ بأحضاني ..
فأمسكته وجلست ...وبدأت أسأله عن قواعد الأدب وأخلاق المسلم سألته أن يجيبني عن تلك الأسئلة السرية التي بيني وبينه ...
بماذا ألقبك؟
أخلاقك أخلاق من؟
كيف ترى نفسك؟
تلك الأسئلة التي تدور حولها تربيتي له...
وأجاب ..ثم قلت له :..إذهب الى العطار الآن واشتري لي فلفل ...سأضعه في فمك وسيحرق لسانك ..إنه عقابك بُني إنه حصاد مااقترفت يداك ...كن رجلا وتحمل نتيجة خطأك كما ينبغي للرجل أن يفعل ...ولن أعاقبك هذه المرة على تلك اللفظة التي نطقت لأنك لم تكن تعلم معناها ...والآن وقد علمت فإنك ستعاقب على عدم احترامك قواعد البيت المسلم الذي فيه نحيا
ورأيت دموعا محتبسة رأيت دموع رجل حيي أدرك خطأه وتمنعه رجولته من أنهمار الدموع أمام رجولته .. لكن سمع قلبي صوت دمعاته .. وهممت بالتراجع ..يكفيه الدرس ...لكني مااعتدت التراجع عن موقف هو في الأصل لله تبارك وتعالى ..
وإذ بالصغير ينزل الى الشارع ومايلبث بعيدا حتى أتى بالفلفل الأسود ..ثم يستأذن لغسل وجهه ..
أعلم أنه خائف يترقب .. أعلم أنه يغسل عن وجهه دموع انهمرت خوفا ..
كما أعلم أني خائفة من إيلامه إذ كان يعاني من التهاب بسيط في لثته ومؤكد أنه سيتضاعف الألم لديه ..أعلم ذلك ولا يعلم هو..

ثم جاء أحمد اليا وبدا متوسلا بنظراته ويرقبني وأنا أضع الفلفل في يدي تأهبا لوضعه على لسانه الصغير..
لينطق .. سامحيني لن أعيدها .. قطعت كلماته قلبي ..فحقا لا أتحمل شيئا على هذا الولد ...
لكني قلت له أحمد تقبل نتيجة فعلك كرجل واقترب من يدي فلن تمتد إليك لتلعق منها الفلفل الأسود إنه عقابك تفضل..
وقد سحبت ابتسامتي التي أحب أن أبديها وتجهمت وكانت كلماتي واضحة محددة لا تحمل الا معنى واحد ..كن رجلا ..كن رجلا ..
اقترب الرجل البالغ ثماني سنوات من كفي ليلعق الفلفل .. بعد قليل تردد ..لكن رجولته ساعدته على استبصار الأمر ..
وبينما يلعق الفلفل في تلك الثانية .. كنت فيه أقول قصيدة غرام وإكبار لرجولته التي أحب .. بينما يتمزق قلبي عليه
رفع رأسه .. وقال طعمه لذيذ ..!! لبرهة أخذتني الدهشة ..لكني رأيت دموعا محتبسة ...فالتقطته بأحضاني وقلت له فخورة بك أنا يارجل فقد تحملت الألم ..تحملت نتيجة خطئك
كم أحبك أيها الرجل الصغير إذهب واغسل فمك ..
أخذته وساعدته وثانية احتضنته وبكى ثم هدأ ...وبعدها أمرته بالذهاب لأخته وتقديم الاعتذار لها كما يليق برجل نبيل ..
... كان يوما أحببته ونقلته ..من أيام أحمد وسحر غرام في غرام
دمتم في حفظ الله ..
وتوتة توتة خلصت الحدوتة ...حلوة ولا حلوة


انشر هذا الخبر فى صفحتك على الفيسبوك

No comments:

Engageya