اخبار الحوادث

Sunday, July 5, 2009

الساعات الأخيرة قصة مسلسلة منفصلة الحلقات الست أمينة

الساعات الأخيرة

قصة مسلسلة منفصلة الحلقات

بقلم كل من :

ا. عماد حجاب

ا. يمنى حسن حافظ

د. أحمد مراد

الحلقة الثامنة

الست أمينة

بقلم ا. يمنى حسن حافظ

تشنج الجسد النحيل فوق الفراش تشنجات مؤلمه....كتمت المرأه المتألمة المها بكفى يدها ....ثم مالبثت ان عضت كفها حتى لا تخرج الصرخات من بين شفتيها وتوقظ ابنتها التى رقدت على الفراش المجاور وقد احتضنت بين ذراعيها طفلين جميلين ينامان فى وداعة وهدوء.....

تقلبت الست امينه يسارا ويمينا ...حاولت النهوض لتجلس ولكن الالم فى جانبها يكاد يفتك بها....تصبب جبينها عرقا كثيفا....تبللت الوساده بدموعها المنهمره....فآهة افلتت من بين شفتيها كانت كفيلة بإيقاظ ابنتها هديل فهبت فزعة وقد تهدجت انفاسها وتلاحقت وهى تستند بيدها على فراش امها لتمنع جسدها من السقوط....فمازالت آثار النعاس بين جفنيها تمنعها من الرؤية الجيده...

فالساعة لم تكن قد تجاوزت السادسة صباحا ولم تنم هديل سوى ساعتين فقط منذ كانت تجلس بجوار والدتها من ليلة الامس حتى نامت واستراحت من الالام الكلى التى اصبحت تهاجمها الان كل يوم....

عضت الست امينه مره اخرى على يدها ثم ظلت تتقلب وتتشنج وتكور جسدها فى الفراش وهى تدعو الله بين المها ان يخفف عنها...وان يمد فى عمرها لتستطيع ان تعين ابنتها الارمله ...بعد فقدت زوجها اشرف العام الماضى...فقد كان سقوطه من فوق السقالات من على ارتفاع ثمانية امتار...فى موقع العمل الخاص به ...صدمة ...

ودخولة فى غيبوبة ....صدمة اخرى ولم تفق منها وعانت الامرين فى تمريضه والجلوس بجواره والذهاب للاطباء بتقاريره الطبيه واستدعاء اطباء آخرين عسى كانت النتائج مختلفه .... شهرين او يزيد فى وهو فى تلك الغيبوبه حتى صدمت مره اخيره حين فارق الحياة .......عام مضى ولا زالت تنام محتضنة طفليها وكأنها تخاف ان تفقدهما ....كما فقدت والدهما...تخاف ان تتركهما يلهوان بعيدا عن عينيها.....تحيطهما بعناية ورعاية فائقة......لولا امها لكانت جنت...خاصة ان لا اخ لها ولا اخت ....وان الشقه التى كانت تعيش فيها مع زوجها خمس سنوات فى مدينة غارب تخص قريب له وقد حاول ان يتزوجها من بعد اشرف وحين رفضت طالبها بالخروج من الشقه....فخرجت وعادت الى بيت والدتها فى القاهره لتعيش معها......تؤنس وحدتها بعد ان صارتا ارملتين.....

كانت تلك الافكار تدور فى عقل الست امينه وهى تنظر لابنتها التى هرعت تأتيها بكوب ماء ...وتربت على جبينها وتمسح عنه حبات العرق المتساقطه....

حتى سكن الجسد المتهالك.....هدأت الالام......انتهت النوبه بعد ان انهكت قلب الست امينه....واعتصرت قلب ابنتها هديل....

نامت الست امينه فى حين هرعت هديل الى الهاتف تجرى مكالمة هامه......

............ ......... ......... ......... .......

جلس الرجل وزوجته فى شرفة منزلهما الكبير يهمسان بصوت يكاد لا يسمع ...قالت المرأه وقد غلبتها دموعها :هانعمل ايه يا محمد؟ نسمه بنتنا هاتضيع ...يارب رحمتك يارب

قال الرجل وهو يحاول ان يظهر التماسك امام زوجته الا انه فشل فخرج صوته متحشرجه وهو يقول :اعمل ايه يا زينب؟؟ مفيش فلوس خلاص....وبعت العربيه والشقه لو تمليك كنت بعتها هى كمان ..وادى فلوس القرض الحسن الخاصه بالعمل انتهت ....وانا لا اريد ان اقترض من البنك لعلاجها.....والجلسات فى مراكز الغسيل الكلوى اسعارها كما تعرفين غاليه ....انا حاسس انى واقف عاجز وبنتى بتموت.....

قالت بضعف : يعنى لو فعلا اسمها مش موجود فى القايمه يبقى كده خلاص؟؟

قال محمد بصوت مرتجف :يبقى نصيب.... قال لى الرجل المسئول ان الاعداد المتقدمه كبيره جدا وان المرضى بالفشل الكلوى عددهم كبير جدا يا زينب...وقائمه الانتظار طويله جدا...والاجهزه لا تحتمل كل هذه الاعداد ...ولابد من اختيار عددا محددا فقط ليستطيع ان يتم جلسات الغسيل مجانا....

بكت الست زينب وهى تضع يديها فوق راسها وتقول :لطفك يارب....لطفك....

ثم كانها تذكرت فجأه شيئا هاما فقالت وهى تمسح دموعها :ناخذ قرض من البنك ونعمل عملية نقل الكليه....احنا فى حاله اضطرار يا محمد وربنا عارف ومطلع ...

قال محمد وهو يفكر :تفتكرى كده يبقى حلال؟؟

قرض بنك ؟؟ وكمان عملية نقل اعضاء؟؟ انا قلبى غير مرتاح يا زينب ...ومن يتق الله يجعل له مخرجا....

قالت وقد انهارت آمالها : يعنى بنتى هاتموت؟؟ ليه كده ؟؟........استغفر الله العظيم

قال وهو يضع يده فوق شفتيها : قولى ورايا يا زينب "اللهم انى لا اسالك رد القضاء ولكنى اسالك اللطف فيه "..

وخلف باب الشرفه المغلقه كانت نسمه تقف هناك وبين يديها هاتف والدها المحمول الجديد والذى استبدله منذ اسبوعين بعد ان باع هاتفه الاحدث واشترى هذا القديم بدلا منه....

وقد تسمرت قدماها حين سمعت رغما عنها هذا الحديث عن مرضها .....

وتراصت فى مخيلتها صورتها فى جلسات الغسيل الكلوى التى كانت تجريها منذ شهر مضى وكانت تنهكها..تماما ..حتى ان المره السابقه ارتفع ضغطها ليصل الى 200 وعلى اثره نزف انفها .....وكادت ان تموت....

كانت قد تصورت انها شفيت...لذلك لم تعد هناك حاجة لتلك الجلسات المرهقه والمتعبه ..ولم تكن تتخيل ان النقود مع والدها قد نفذت ...وانها لاتزال فى مرحلة الخطر...........وكيف يستوعب عقلها ذو السبعة عشر عاما انها ستخرج من الحياة قبل ان تستطيع ان تخطوا فيها قدرا من الاعوام؟؟

سعلت وهى تحاول ان تنبه والديها لانها فى الحجره المجاوره فهب والدها يفتح النافذه فناولته الهاتف على عجل وهى تقول بابتسامة شاحبه : لقد دق الهاتف كثيرا ....سأصنع لكما كوبين من الشاى بالنعناع ...لتشربه انت و والدتى فى الشرفه كما تعودتما يا والدى ...ما رايك؟؟

نظر لها والدها باسف واسى وقال :تسلم ايدك يا نسمه ....شكرا يا حبيبتى

ودخل الى الشرفه مره اخرى وهو ينظر الى شاشة هاتفه المحمول التى تحمل رقما يعرفه جيدا....رقم الطبيب الذى يحاول اقناعه بشتى الطرق بعمل عملية نقل كلى لنسمه ...فى مركز خاص لمثل هذه العمليات....وستكلفه حوالى ثلاثون الف جنيها للمتبرع فقط....غيرتكاليف التحاليل والفحوصات التى ستجرى لكل من ابنته والمتبرع ....... هذا الى جانب مصاريف العمليه واجر الطبيب والعنايه الطبيه التابعه للعمليه لكلا من الاثنين ابنته والمتبرع على حد سواء ...واضافة الى اجر المستشفى .....ولكن مالا يدركه ذلك الطبيب الحريص على جمع المال ان الاستاذ محمد قد نفذت نقوده ....كما ينفذ الوقت الباقى لابنته نسمه قبل ان تتدهور حالتها وتصير مجرد جسد هزيل يرقد ينتظر الموت....

............ ......... ......... ......... ......... .. ............ ......

دق الهاتف طويلا...فقد كان الحاج عوض لا يزال ناعسا على الاريكه امام النافذة المفتوحه والتى يدخل منها نسيم الصباح المنعش ....كعادته بعد ان يعود من صلاة الفجر فى المسجد ...يفتح النافذه الكبيره وينعس قليلا ثم ينهض ليراعى مصالح اخوته فى الارض التى يمتلكونها وورثوها عن والدهم رحمه الله,,,,

تبرم الحاج عوض منزعجا من هذا الرنين المزعج....ونهض بتكاسل شديد ليرفع السماعه ويجيب بصوته الجهورى :ايييوه...مين؟؟

فآتاه صوت ابنة شقيقته هديل تقول فى لهجة اقرب للتوسل :ايوه يا خال.....انا هديــ.......

قاطعها بسرعه وقال متاففا :اييوه يا ست هديل ...خيرعلى الصبح يا بنت اختى....امك جرالها حاجه؟؟

تهدج صوت هديل وتقطع وهى تقول فى صوت يرتعش :تعبانه والله يا خال...ولسه جايالها النوبه وكنت باتصل بيك عشا.........

قاطعها مره اخرى وقال فى فظاظه :عشان ايه يا بنت اختى؟؟موضوع الارض تانى ؟؟ ولا عايزه فلوس؟؟

استعادت هديل صوتها وقالت بقوه :من فضلك يا خالى...امى وعايزه تبيع نصيبها....عشان تتعالج ولا راضى انك تشترى بسعر السوق ولا راضى انها تبيع لغيرك كده حرام....

هب صارخا فيها وهوة يقول :حرمت عليكى عيشتك يا شيخه.....حرام؟؟ انتى بتقوليلى انا حرام؟؟؟؟ مين انتى عشان تعرفى الحلال من الحرام يا بنت امبارح انتى؟؟؟بلاش قلة حيا اومال واتحشمى وانتى بتكلمى خالك الكبير يا بت.....عايزينى ابيع الارض؟؟؟ عشان ايه وعلاج ايه ده ال عايز الوف والوف؟؟ها؟؟ولا دى حركات من بتاعت امك عشان تاخد الورث؟؟؟؟ ماناى عارف امك طول عمرها مستعريه منينا اكمننا فلاحين ...وهى عاشت واتجوزت فى مصر وعجبتها عيشة مصر حتى بعد ما بقت ست وحدانيه ولا راجل ولا سند ولا حاجه خالص....قالت مش راجعه البلد ...هى دى الاصول؟؟؟

ظل الرجل يصرخ ويهدد ويتوعد وهديل تبكى ولا تستطيع ان تصدق نفسها ان هذا هو خالها...شقيق والدتها....ويتمسك بالارض والمال ...وضعت السماعه بياس وهى تشعر بان الحياة ضاقت عليها...فهاهى تفقد زوجها ...وجلست تراقبه وهو يذبل ويذوى ...كما تراقب والدتها وهى تشحب وتنهار يوما بعد يوم...

دق الهاتف ...جففت دموعها ورفعت السماعه فى تخاذل ...فجاء الصوت من السماعه مهللا مبتهجا ..فرحا يزف اليها نبا سعيد لم تكن تتوقعه فى ظل احداث اليومين السابقين.....

كان صوت فاروق ابن عم والدها رحمه الله ...والذى يعمل فى المستشفى الحكومى التى تعالج فيها والدتها من حاله الفشل الكلوى...يخبرها بان اسم والدتها قد انضم لقائمة المرشحين لنيل جلسات العلاج والغسيل الكلوى المجانيه وان غدا هو اول يوم لتلقى العلاج وانها لابد ان تحضر للمستشفى مبكرا حتى تستطيع ان تنهى جلستها مبكرا دون الحاجه للانتظار.........

اغلقت هديل الهاتف وهى تتمتم بكلمات :سبحان الله ...ماضاقت الا وقد فرجت ...

............ ......... ......... ......... .

استيقظت الست امينه مبكرا.......وكانت هديل قد ارتدت ملابسها هى الاخرى وقد ارتدى طفلاها ملابس الذهاب للخارج ايضا ....ما ان خرجت والدتها من الحجره الا وقالت لها :هيا يا امى حتى لا نتأخر لقد قال فاروق ان الميعاد كلما كان مبكرا كلما كان افضل....

قالت والدتها بعفويه : هاتاخدى الولاد معانا؟؟

وقبل ان تجيب هديل التى كانت تحمل الطفل الصغيرفوجئت به يتقئ ملوثا ثيابها .....

فقالت ....:ساغير له واكون جاهزه فورا

قالت الام وهى تضع شفتيها على جبينه لتستشعر حرارته :الولد شكله تعبان يا هديل وحرارته عاليه ...ساذهب بمفردى ولا تقلقى ....ومعى فاروق لن يتركنى...

ترددت هديل وما لبثت ان وافقت مجبره حين واصل صغيرها التقيؤ وهو فوق ذراعيها.......

وبالفعل خرجت الست امينه مسرعة ونادتها هديل وناولتها هاتفها المحمول الخاص بها وقالت :ضعيه معك يا امى سارسل لشراء كارت مباشر واكلمك حتى اطمئن عليكى...

قالت الست امينه بعفويه وهى تقلب الجهاز بين يديها : والله شكلى ما هاعرف استخدمه يا بنتى ....

واصرت هديل وامام اصرارها وافقت امها ووضعت الهاتف فى حقيبتها...وهرولت بامل فى الحياه نحو موقف الميكروباص وهى ترسم امالا لحياة خاليه من ذلك الالم المفزع الذى يهاجمها ...افاقت حين لكزها ذلك الشاب وهو يصعد قبلها لياخذ مكانها فى الميكروباص حتى انها كادت ان تنكفئ على وجهها فقالت بسرعه وبوهن :يابنى حرام عليك كنت حتوقعنى..!!

لا يلتفت إليه و يهملها و كأنها لا تكلمه فتحدثه بلهجة رجاء : يا ابنى أنا با غسل الكلى و اتأخرت على دورى فى المستشفى..!!

يبدو الضيق على كل الركاب و تتعالى طقطقات الاستنكار

فقال الشاب بكل عدم اهتمام : أنا كمان مستعجل يا حاجة

فيتدخل شاب آخر فى الحوار ويقول :

يا أخى حرام عليك بتقولك عيانة فيرد عليه : (بسماجة) متنزل انت وركبها ... و لا لازم تبقشش من جيبى أنا؟؟

فينهض الشاب عادل بمنتهى الشهامه ويجعلها تاخذ مكانه بعد اصرار والحاح منه فتركب الست امينه وهى تدعو له كثيرا ........

............ ......... ......... ......... ......... .. ........

وقف فاروق العامل فى قسم الغسيل الكلوى بالمستشفى الحكومى يراجع القائمه الخاصه باسماء المرضى المختاره اسمائهم لجلسات الغسيل الكلوى المجانيه.....

وهو يبتسم ابتسامة رضا حين راى اسم الست امينه من ضمن الاسماء ....ولكن ما لبث ان تبع الابتسامه نظرة قلق حين نظر الى ساعته التى تشير الى التاسعه ...ولم تحضر الست امينه بعد كما اتفق مع ابنتها ....

وافاق على سؤال من الاستاذ محمد يسال عن الاسماء الوارده فى القائمه عسى كان اسم نسمة ابنته من ضمن هذه الاسماء السعيده الحظ.فقال : اسم بنتى نسمه محمد موجود؟؟

رفع فاروق عينيه يتأمل الفتاه النحيله ذات العيون السوداء وهى تقف متكئة فى وهن على ذراع والديها........

ثم راجع ببصره القائمه ....وتردد قليلا ثم قال بلا اهتمام : معلش يا استاذ ....الاسم مش موجود....

تبادل الاستاذ محمد وزوجته النظرات الحزينه فى حين قالت زوجته بلهجة استجداء: يابنى شوف تانى كده....يمكن الاسم يكون فى الصفحه التانيه..!!!

شعرفاروق بحرج شديد وهو يهرب بعينيه من نظرات الفتاه التى وقفت صامته وقال :لا يا امى ..صدقينى...والله لو اقدر اخدمك عمرى ما اتاخر ابدا....لكن ده نظام ودور واولويه....

انفجرت الام فى البكاء فى حين وقفت الفتاه تربت على كتفيها وهى تقول بصوت واهن وضعيف : خلاص يا ماما ....انا تعبانه من الوقوف ...عايزه اروح البيت....

احضر فاروق الكرسى للفتاه بسرعه وهو يقول : ارتاحى قليلا ....وسارى ماذا استطيع ان افعل..!!

شكره والدا الفتاه بشده ووقفا بجوار ابنتهما التى اخذت تتطلع فى الوجه المريضه والتى ذكرتها بما هى فيه وبالنهايه التى تنتظرها ...فادمعت عيناها وظلت تبكى دون صوت....

............ ......... ......

كان الميكروباص يسير بسرعه صاروخيه وكانت الست امينه تجلس فيه تنتظر وصولها للمستشفى... بفارغ الصبر ...وكانت صوت الاغنيات عاليه فما كان منها الا ان طلبت من السائق ان يخفض الصوت....ولكن لا حياة لمن ينادى.......

وفجأه تعالت اصوات الركاب وطارت السياره فى الهواء وانقلبت وتعالت صرخاتها .....ثم حدثت الماساه.......وهدأ كل شئ....

ووقف العميد التونى يشاهد الاجساد الملقاة هنا وهناك ....واقبل عليه كريم وهو يحمل بين يديه هاتف محمولا يدق باصرار ....وقال له :هذا الهاتف كان فى حقيبة السيده العجوز ....وناوله اوراقها والتى دون فيها اسم المرأه المتوفاه ..........اسم الست امينه

............ ......... ......... ......... ......

من بعيد وقف فاروق لا يستطيع ان يزيح بصره عن وجه الفتاه الحزينه....ويراجع مره اخرى القائمة التى بين يديه......ثم يعيد الاتصال بهديل ليتعجل حضور والدتها سريعها ولكن الهاتف يدق ويدق دون ان يجيب عليه احد...........وقد قاربت الساعه على الحادية عشر والنصف ظهرا....

تأمل التعابير الدقيقه للفتاه والتى اتى عليها المرض بشحوب عجيب....يتامل لهفة والديها عليها....وقد امتقع وجهيهما بشكل مخيف.....ظل بصره معلقا لفتره ليست بالقصيره .....نعم كان يرى الحالات المرضيه من هذا النوع يوميا امامه الا ان هذه الحاله بالذات كان لها تاثيرا كبيرا عليه....نعم حاله نسمه بالذات...لماذا؟؟

هو فقط يعلم.....

............ ......... ......... .

دق هاتف فاروق برقم هديل فاجاب بسرعه وقال : ايوه يا هديل ...اتأخرتوا ليه ؟؟

ولكن اجابه صوت آخر لرجل يقول :مين معايا؟؟

اجاب فاروق وقد شعر بان هناك شيئا غريبا وغير مالوف فعرفه بنفسه ...

وسمع فاروق الخبر الغريب ...سمع بخبر وفاة الست امينه وهى فى طريقها للمستشفى...

ولم يستطع ان يقول شيئا ....فالتفت ببصره باحثا عن الاستاذ محمد وابنته نسمه...التى كانا قد تحركا بالفعل يهمون بالمغادره بعد ان استراحت الفتاه......

فقفز بين المرضى بسرعه يلحق بهم....

امسك الاستاذ محمد من كتفه وقال وهو يلهث :استنى يا استاذ ....اسم البنت بالكامل نسمه محمد حسنين؟؟

تهلل وجه الرجل وقال بهفه : نعم....بالضبط...

فقال فاروق وهو ينظر للفتاه :اسمك موجود....اسمك موجود يا نسمه...

ضحكت نسمه بين دموعها وانفجرت الام تبكى وتضحك وتدعوا الله له بالا يسيئه فى حبيب له ....

فى حين مال هو على نسمه وقال لها :ادعى للست امينه بالرحمه

فقالت له بتعجب :والدتك ؟؟

قال لها وهو يبتسم شبح ابتسامه : نعم ...

وامسك قلمه وهو يهز راسه غير مصدق....واعاد كتابة الاسم الذى كان قد شطب عليه من قبل الى القائمه..........اسم نسمه بدلا من اسم الست امينه..........

نعم فقد كان هو من بدل الاسمين فى البدايه فى محاولة منه لخدمة الست امينه قريبته ....مع ان نسمه كانت الاولى بالعلاج ...ومن كان اسمها فى القائمة من البدايه .........فكر كثيرا ودبر وكاد ان ينجح لولا ان الله كان له تدبيرات اخرى سبحانه......

-----

يتبع بإذن الله

منقول

No comments:

Engageya