صدور احلام وقمامة القاهرة اول رواية مصرية تعالج اوضاع الزبالين
القاهرة (ا ف ب) - اصدر المركز القومي للترجمة المصري ترجمة عربية لرواية "احلام وقمامة القاهرة" لفوزية اسعد عن اللغة الفرنسية، وهي اول رواية مصرية تتحدث عن مجتمع الزبالين وجامعي القمامة في القاهرة.
والرواية التي كتبتها الروائية المصرية المقيمة في سويسرا فوزية اسعد ترجمتها الى العربية ديما شعيب الحسيني، وتتطرق احداثها الى مجتمع جامعي القمامة في القاهرة وخلفياتهم الاجتماعية ومحاولات وضعهم ضمن برامج تنموية لجمعيات اهلية.
وتقول المؤلفة عن روايتها لوكالة فرانس برس انها عمل "يحار المرء في تصنيفه، فهل هو رواية ام بحث اجتماعي ام انتروبولوجي ام تاريخي ام مزيج من كل هذه الانواع؟ لكنني ارى فيه رواية تسجيلية".
وتعزو هذا الوصف الى كون الرواية "تحفل بوثائق ومستندات وتاريخ فعلي للعديد من الاسر، وتتبع عبر هذه العناصر تطور حياة هذه العائلات في طريقة الخطوة خطوة".
وتشير المؤلفة الى ان هدفها من الرواية هو "التشديد على برنامج لتنمية مجتمع جامعي القمامة في حي المقطم، اضافة الى تنوير بنات هذا المجتمع عبر الدراسة والعمل وكسب المال والتحرر الى حد ما من قبضة السلطة الابوية".
وتحكي اسعد في روايتها عن كيفية انتقال عائلات محددة من الصعيد الى القاهرة لتعمل في جمع القمامة وفرزها، وهو عمل يدر مالا كثيرا على المتحكمين فيه في حين يعود بقدر قليل من المال على جامعي القمامة انفسهم.
كذلك، تسجل الرواية الكفاح اليومي لعدد من العائلات المسيحية التي استوطنت اماكن فرز القمامة عند سفح جبل المقطم شرق القاهرة.
وفي هذا السياق، تدخل الرواية عالم المجتمع المصري من اقصى الصعيد الى القاهرة متنقلة في ضواحيها الشعبية والارستقراطية، من خلال مسار عائلة فقيرة اضطرها الفقر الى هجر قريتها في الصعيد والاتجاه الى القاهرة للحصول على فرصة عمل.
وتصف الرواية حال الفقر الذي تعيشه الاسرة في الصعيد وتنتقل معها لتقدم وصفا لضاحية امبابة، اولى الضواحي الشعبية التي تستقر فيها الاسرة لتنتقل بعدها الى مناطق شعبية عدة في شبرا وعين شمس.
وينتهي بها المطاف في القرية التي انشأها جامعو القمامة في جبل المقطم حيث يقومون باعادة تدوير النفايات.
وخلال ذلك، تصف الرواية الرحلة اليومية للزبالين بين قراهم المليئة بالقمامة وضاحية الزمالك الغنية لتقدم صورة واضحة عن التمايز الطبقي الذي لا يرحم في مجتمع عاصمته القاهرة.
وتشير الرواية الى ان الغالبية الساحقة من هؤلاء ينتمون الى الاقلية القبطية، وتوضح في مسارها القمع الرهيب والاذلال الذي تتعرض له النساء والاطفال على ايدي الرجال.
هذا الوضع المزري يؤدي بالعديد من افراد هذا المجتمع المنسحق الى تعاطي المخدرات، الى درجة تصل نساء كثيرات الى حال من الهستيريا.
واذ بالقس فرحات ابراهيم يستقر في هذا المجتمع ويثابر على الاحتكاك بافراده المقهورين مبرزا لهم ما تنطوي عليه حياته مع زوجته من عناصر ايجابية. وتدريجا، يتمكن القس من التأثير فيهم وتترك كلماته وسلوكه اثرا كبيرا في نفوسهم.
وتدور احداث الرواية في فترة ما قبل انهيار صخرة الدويقة العام الماضي، ما ادى الى مقتل مئات من رجال ونساء هذه القرية التي يعمل سكانها في جمع القمامة واعادة تدويرها والذين تم تهجير غالبيتهم من مكان اقامتهم.
وتكتب الروائية فوزية اسعد بالفرنسية وهي من مواليد القاهرة في ثلاثينات القرن الماضي وحصلت على شهادة الليسانس من كلية الاداب في جامعة السوربون ثم على الدكتوراه من الجامعه نفسها.
وهي تقيم في سويسرا منذ ثلاثين عاما ومن مؤلفاتها "المصرية" العام 1975 و"اطفال وقطط" العام 1985 و"بيت الاقصر الكبير" العام 2004.
وصدرت الرواية عن المركز القومي للترجمة مطلع الاسبوع الحالي وتقع في 354 صفحة من القطع الوسط.
No comments:
Post a Comment