اخبار الحوادث

Thursday, March 12, 2009

قصة حبيبي انا حامل منقول للفائدة

حبيبي انا حامل
بسم الله الرحمن الرحيم

في جو ربيعي ذو لمسة بارده ,جلس رشدي في الحديقه المجاوره لمبنى الجامعه, يخطط ويرسم كيف سيوقع زميلته ساميه التي بينه وبينها علاقه غراميه , ليصل الى ما يريد من اشباع غرائزه ,وان كان ذلك على حساب مشاعر ها, وان استخدم شتى الوسائل لارضاء غرورها والوثب على مشاعرها ليصل الى غرضه0
وصلت ساميه الى نفس المكان الذي شاهد اول نبته في العلاقه بينهما, رغم ان هذه العلاقه لم يتم اكتمال ملامحها, وهي لازالت تطفو على السطح, دون اختبار للمشاعر, ومع عدم التاكد من صدق المشاعر 0
غير ان ساميه اخذت هذه العلاقه مأخذ الجد, مثلها مثل اي بنت تبحث عن الاستقرار ,وبناء حياة سعيده مع انسان تحبه ,تختاره بنفسها, يملآعليها حياتها ,وتستغني به عن العالم اجمع0
ومع روعة هذا الجو المخملي, وانبعاث رائحة الزهور في المكان,ونسمة الصبح البريئه, ذات الملمس الناعم , اقتربت ساميه من رشدي ملقية عليه تحية الصباح
:"صباح الخير"
"صباح النور" قالها رشدي وهو يفكر كيف سيبدأ معها طرح الموضوع0
بعد تردد ولحظة من الصمت بدأ يتكلم:"انت تعرفين كم انا احبك وتعرفين مدى شوقي اليك وانت غائبة عني"0
وساد صمت كانت ساميه تحدث نفسها"انت فقط الذي يعرف ذلك ,وانا لا ادري هل انت فعلا تبادلني نفس شعوري"0
وافاقت اليه وهو يواصل "اني فكرت ان نضع حدا لذلك, بان تكون نهاية هذا الحب النهايه الطبيعيه"0
في هذه اللحظه تفاعلت مشاعر ساميه, وكانت بها فرحة مشوبه بالحظر, وقالت له :"اذاً انت تريد ان تتزوجني"0
قال رشدي:"اجل وفي اسرع وقت ممكن ,حتى نتوج هذا الحب"0
قالت ساميه:"اذا فانت تريد ان تقابل اهلي لتخطبني منهم "0
تلكأ رشدي وتلعثم وهو يقول:"ليس بهذه الصوره ,ولكن لاتفهميني خطأ"0
تداركت ساميه الموقف وقالت له:"وكيف يفعل من يريد الزواج, أليست هذه الطريقه المتبعه في مثل هذه الحالات؟"0
قال رشدي:"لا هناك طريقه اخرى, لاني ان تقدمت الان لاهلك سيرفضونني ,لاني لازلت طالبا, وايضا اهلي لن يرضوا لي الزواج الان"0
قالت ساميه :"لقد حيرتني, فكيف اذا سنتزوج دون اعلام اهلنا بذلك؟"0
قال رشدي وهو يقدم كلمه ويؤخر كلمه :"انا لااريدك ان تردي علي الان ,ولكن تروي, وفكري, ثم انتظر منك القرار"0
قاطعته ساميه:"انا لاافهم شيئا ماذا تريد بالضبط؟ ولاداعي للمواربه"0
قال رشدي :"نتزوج كما كثير من الطلاب هذه الايام يتزوجون"0
"وكيف يتزوجون؟ "سألته ساميه
قال رشدي :"يتزوجون زواجا عرفيا"0
وقفت ساميه تريد الذهاب, لانها لم تتوقع من رشدي هذا الكلام0
ولكن رشدي اوقفها وقال لها :"انا استاجرت شقه ,وسوف احضر الشهود وانتظرك "واردف قائلا :"هذا هو العنوان, وان تاخرت ساتصل عليك لتحضري لنتم الزواج"0
تركته ساميه, واخذت تسرع الخطى, لتبتعد اكثر واكثر عن ذلك المكان, واوقفت تاكسي وعادت الى البيت0
==
استغربت ام ساميه لعودة ابنتها الى البيت مبكرا !وسالتها"مابك؟لماذا لم تكملي يومك في الجامعه؟"
ردت عليها ساميه وهي متجهه الى غرفتها, اني متعبة ,ولااريد ان يزعجني احد0
ودخلت غرفتها واغلقت عليها الباب0
==
مر وقت على حضور ساميه ,وكانت امها تقوم باعمال البيت, فتفاجأت امها عندما رات ساميه امامها, ففاجأتها ساميه بقولها :"نسيت ان اقول لك ان عيد ميلاد صديقتي الليله ,وسوف اذهب لاشتري لها هديه ,ومن الممكن ان اتاخر في الحفله0
قالت لها امها: "هل تحتاجين نقودا ,وبحثت معها عن نقود واعطتها اياها"0
عادت ساميه الى غرفتها ,وهي تفكر فيما قاله رشدي000
"لماذا لااعيش حياتي ؟انا اعرف ان هذا الزواج قانوني, فما المانع من ان استمتع بحياتي ,وبشبابي, مع من احب "0
واخذت تبني قصورا, متصوره حياتها مع رشدي وكانها في الجنه, وتحلم احلاما ورديه ,كما تسمع عن الزواج والحياة الزوجيهوانها جنة المحبين0 وقالت:" لماذا انتظر اتصال رشدي ؟"
ومدت يدها في حقيبتها, واخرجت الورقه المكتوب فيها العنوان0
وقررت ان تذهب الى رشدي 0
فامها تعرف انها ستذهب الى حفلة عيد الميلاد ,وانها ستشتري هديه لصديقتها0
ونفذت ساميه مافكرت به 0
وصلت الى العنوان, ووضعت يدها على جرس الشقه, وسمعت صوتا من الداخل يقول :"نعم اني قادم لافتح"
تفاجأ رشدي, بحيث انه لفتره من الزمن وهو ينظر الى ساميه, ونسي ان يقول لها تفضلي بالدخول0
دخلت ساميه وجلست الى اقرب كرسي 0
قال رشدي:"الان عرفت مدى حبك لي, فلا تتصوري ايضا مدى حبي لك "0
وبدا في اختراع كلمات ليحاول بها السيطره على عواطف ساميه, خوفا من ان تعدل وتتراجع عن موقفها0
وقال:" سارسل لاحضر الشهود لنكتب العقد, ونبدأ حياتنا ونتوج حبنا "0
كان رشدي في قمة الاستغراب ,وايضا في قمة السعاده لنجاح خطته التي سينفذها الان 0
وبدأ يطلب رقما من جواله وعندها قال:"اسمع كما اتفقنا وباسرع وقت"واغلق الجوال وتوجه الى ساميه قائلا:"بعد قليل سنتمم كل شئ0
حضر الشهود ,وكتبت الورقه المطلوبه من نسختين ,على افتراض ان كل منهم سيحتفظ بواحده ,الا ان رشدي اخذ الورقتين وقال لها:"حبيبتي حتى لاتقع هذه الورقه في يد احد,ولننتظر حتى نتخرج ,ونوثق هذا الزواج ,ونعلنه للجمبع, ساحتفظ بهما عندي"0
لم تعره ساميه اي انتباه, ولم تعلق على كلامه باي كلمه0
واستمر اللقاء بينهما في ذلك المكان, وكل مره تخترع ساميه سبب للتاخر عن البيت ,واحيانا للمبيت خارج البيت, بحجة ان الكليه ستذهب لرحله في مكان بعيد, وستمكث ثلاثة ايام 0او انها عند احدى صديقاتها بحجة المذاكره 0
وفي غمرة اللهو والسعاده الزائفه, حدث مالم يحمد عقباه , لقد بدأ على ساميه بوادر الحمل 0
ماذا تفعل؟لم تفكر من قبل في ذلك ,كانت تفكر فقط في المتعه وقضاء ساعات تلعب وتلهو 0
لم تجد مفر الا ان تخبر رشدي ,ولكن رشدي الحمل الوديع ,الحبيب المخلص, ذو العواطف الجياشه ,بدأ يظهر على حقيقته0
قال لها رشدي:"انت المخطئه, لماذا لم تاخذي حبوب منع الحمل ؟فلتتحملي اذا نتيجة خطأك ,وانا من الان غير مسئول عن الجنين0وللعلم انا مزقت ورقتي الزواج "
قالت ساميه وهي شبه منهاره:"ماذا يعني ذلك"
قال رشدي"ما كان يربطني بك قد انتهى ,وكلٌ يتحمل نتيجة خطئه"0
واضاف رشدي "وانا ساسلم الشقه لاصحابها اليوم, لانها لم تعد تلزمني"0
وتركها تعاني ماتعانيه من قسوة الظلم والغدر, واخذت تأنب نفسها... الم تكن هي فعلا المسئوله عما حدث لها ؟الم توافق بمحض ارادتها؟ اذا فهو صادق, يجب ان اتحمل كامل المسئوليه0
وعادت ادراجها الى البيت ,وهي شبه منهاره, الى ان وصلت الى البيت ,وتمالكت نفسها ودخلت من الباب, وقبل ان تصل لاقرب كرسي وقعت على الارض 0
مر وقت افاقت على صوت يقول: "ماذا بها يادكتور" كان صوت امها وجاء صوت الطبيب في اذن امها كالصاعقه:"ابنتك حامل"0
ماذا تفعل؟ كتمت غيظها بداخلها ,واوصلت الطبيب الى خارج البيت, وعادت ادراجها الى ابنتها التي وجدتها تقف في شرفة الغرفه, وقالت لامها انا ساجلب لكم العار, ويجب ان اتحمل نتيجة خطئي, وسمعة امها صوت ارتطامها بالارض0
بدأت تحس ساميه انها في عالم آخر ,وانها تنتظر الحساب العسير الذي ستجنيه نتيجة انتحارها ,وتخلصها من حياتها ,والعقاب لمثل هذه الفعله المشينه, الى ان احست بيد على كتفها وصوت يقول لها:"اصحي يا ابنتي لقد تاخرت عن موعدك لحفلة عيد الميلاد"
فتحت ساميه عينيها وحمدت الله كثيرا وتبسمت في وجه امها وقالت لها :"لن اذهب لاي حفلة عيد ميلاد0
بعد لحظات سمعت جرس الجوال يرن ,وعرفت انه رشدي 0
_الو
_لااعتقد
_لاني ساقلع عنك كما يقلعون عن التدخين0



تمت



بقلم/
عبد الرحيم محمود



No comments:

Engageya