| دعوة للإنضمام لنادي الكتب المصري, سيمنحك هذا الحق في التعليق على مراجعات الكتب الموجودة, ووضع ماتشاء من كتب مع التعليق عليها, مع تلقي رسالة عند وضع أي كتاب جديد على المجموعة | لدي أقوال أخرى ابراهيم عيسى مكتبة مدبولي الطبعة الأولى – 2009 التنفيذ الطباعي : محمد سويدان –ب<span class="text_exposed_hide">...</span><span class="text_exposed_show">يروت اليوم وقد تحول الكل إلى معارضين للرئيس المخلوع ومنتقدين لسياساته , بما فيهم رجاله السابقين وحتى أسامة سرايا وتامر أمين وعمرو اديب, فما احوجنا للتذكرة بالمعارضين الذين عارضوا في وقت كانت المعارضة العلنية فيه مجلبة للإضطهاد والاعتقال وتلفيق القضايا والسجن والكثير الكثير من المضايقات , نذكر بالذين بشروا بالثورة المصرية ودعوا اليها ولم تفت في عضدهم كل ما لقوه في الطريق من عقبات أحد المحاربين الشرفاء هو الصحفي ابراهيم عيسى , رئيس تحرير جريدة الدستور, أحد أسباب صداع النظام السابق, والتي اغلقها اكثر من مرة,اولها لمدة سبع سنوات, ثم عاد عيسى لإصدارها, فأغلقها فعادت, فيتفتق ذهنهم عن فكرة جهنمية,فجعلوا أحد رجال المعارضة الداجنة, التي هي جزء من النظام لشرائها, ثم بعد فترة قصيرة, قام بفصل ابراهيم عيسى,في محاولة لتحويل الدستور إلى أهرام أخرى لكن صحفيو الدستور التفوا حول قائدهم وأنشأوا موقع جريدة الدستور الأصلي, لتصبح اكثر الجرائد الالكترونية انتشارا في مصر كتابنا اليوم هو مجموعة من الطلقات أو المقالات التي كتبها ابراهيم عيسى على مدى سنوات في جريدة الدستور, يشرح فيها أسباب تدهور مصر تحت النظام الشمولي وتحولها للدولة البوليسية, مقالات كتبها على مدى سنوات, منها مايوحي باليأس, ومنها مايوحي بالأمل , ولكن توصلها على مدى السنوات ليس له تفسير سوى الأمل في مصر افضل يهدي عيسى الكتاب قائلا : إلى كل محقق نيابة وكل قاضي حقق معي وحاكمني وحكم عليَّ ...هذه أقوالي لم تحبسها غرف التحقيق ولا قاعات المحاكم ولا عنابر السجن..فمن فينا يحقق ويحكم على الأخر ! لطالما كانت مقالات عيسى طلقات رصاص , واذا ان مامنع النظام من القضاء على عيسى نهائيا هو ايمانه – النظام – بان المصريون لا يقرأون, ربما لذلك كانوا يحكمون الرقابة على التلفزيون,حتى القنوات الخاصة منه, في حين تسربت من رقابتهم إلى حد ما بعض الكتابات , لكن جمع كل تلك المقالات في كتاب واحد كان اشبه بتجميع طلقات رصاص منفردة في مدفع رشاش كبير, مما يجعلني ارفع قبعتي تحية لشجاعة الناشر مكتبة مدبولي, وإلى حد مايفسر كيف ان الطباعة فيما يبدو تمت في بيروت الكتاب في الحقيقة يتنقل بين عيوب النظام, وطرق احكامه القبضة على مصر و علاقاته بالنظام الصهيوني , واعلامه الكاذب النازي, وكيف تحول الاقتصاد المصري من ضعيف في أول حكم مبارك إلى منعدم بعد سنوات كثيرة –جدا – من حكمه مقالات تتحدت في صراحة شديدة جدا عن كذب ادعاءات أبواقه الإعلامية في كل ماتقوله من"إنجازات مبارك " ويدحض ذلك بالكثير من الرقم الموثقة من مصادر يذكرها عن انهيار البنية التحتية المصرية, وكيف ان 54% من المصريين تعيش بمرحاض بلدي بدون سيفون, وكيف ان في ريف الصعيد 80.1% من عائلاته كذلك بمرحاض بلدي بدون سيفون, و5.3 % تعيش بمرحاض حفرة , وكيف ان اجمالي الفقراء في الوجه القبلي زاد من 49.3% إلى 63.7% حسب تقرير التنمية البشرية التي أصدرته الحكومة نفسها و كيف تحولت الدولة إلى دولة امنية, حيث نما عدد رجال الشرطة من 150 ألف عام 74 إلى اكثر من مليون في 2002 , أي اكثر من 21% من موظفي الدولة, مقارنة بـ9 % عام 74 , بل و كيف ان ميزانية البوليس تضخمت من 300 مليون جنيه عام 81 إلى تسعة مليارات عام 2006 ينتقد الرجل بقسوة علماء السلطان, ما أشبههم أنا بشيخ الجامع في فيلم الزوجة الثانية , ويذكر في مقاله "وعاظ السلاطين " حديثا شريفا : عن ابي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في جهنم واد تستعيذ منه كل يوم سبعين مرة , اعده الله للقراء المرائين في اعمالهم, وإن ابغض الخلق إلى الله عالم السلطان " أخرجه ابن عدي , مااجدرنا ان نرد بهذا الحديث على كل من يحذر من علماء السلطان من انتقادهم, ويخوفونا بان "لحوم العلماء مسمومة ". ...لا سامح الله كل من حارب ثورة مصر قائلا ان الخروج على الحاكم حرام شرعا وان المظاهرات حرام, بل وطالب الناس ألا تخرج لصلاة الجمعة في يوم جمعة الغضب , في محاولة لمنع المظاهرات ويذكرنا في قسوة مضحكة مبكية كيف ان فريق ابني الرئيس يفوزون دائما في الدورة الرمضانية بفريقهم للكرة, وأي حكم يجرؤ على احتساب أفسايد ضد جمال بيه , ويصرخ قائلا : انقذوا مصر من جمال مبارك ينتقد بقسوة الموقف الحكومي المتخاذل بل والمتواطئ مع الحكومة الصهيونية ضد غزة ولاجئيها , وتصدير الجهاز لاسرائيل, واتفاقية الكويز, التي فرضت على مصانع الغزل لصالح منتجات اسرائيلية لا يسكت عيسى عن الحكام العرب المتواطئين و المتخاذلين والمتمسكين بالعروش مضحين بكل شيء مقابل العرش يضحك على فلكلور جهاز المحاسبات وما جدواه إذا كان الدكتور جودت الملط يخرج كل عام بتقرير يمسح بحكومة نظيف الأرض ويتهمها بالفساد بالأدلة, لكن لا يحدث شيء , لا نظيف يستقيل أو يقال, ولا الدكتور الملط يستقيل بصفته مخطئا مثلا , بل ويهاجمه يوسف بطرس غالي متهكما بأنه – الدكتور الملط – يفتش كأنه البنك الدولي, متجاهلا حقيقة ان البنك الدولي هو صاحب الفضل في بقاء يوسف غالي على مقعده , منفذا سياسات البنك الدولي, ضاربا بالمواطنين عرض الحائط مقال كامل بعنوان "هو فيه إيه " يجمع فيه تصريحات مبارك الرائعة التي تشيد بالحكمة الاسرائيلية وبارك تقديره لشيمون بيريز –جزار مذبحة قانا – و يصفه بأنه رجل سلام ولديه أفكار كثيرة للتنمية والتعاون, تقديري الكامل لبيريز واعجابي به, ويكتفي عيسى بأنه لا ينطق بعد هذا تعليقا على هذا, لكن أنا سأعلق قائلا, ان اعجاب مبارك بالقيادات الاسرائيلية لم يكن فقط كلام, بل قد وضعه موضع التنفيذ متعاونا معهم إلى اقصى درجة, لتحقيق مصالح اسرائيل وضمان أمنها, في مقابل ضغطهم على الإدارة الأمريكية لضمان عرشه, و كيف لهم ان يجدوا مثله, حليف ضمن لهم أمن الحدود الجنوبية الغربية لفترة تقتربـ من نصف عمر دولة اسرائيل مقال عن عمر سليمان في وقت كان هو الرجل الغامض بسلامته, قبل ان يتحدث فنراه جيدا بضعة مقالات دفاعا عن الصناعة المصرية ممثلة في عمال المحلة التي تحولت من نموذج صناعي في السبعينات والستينات لحالة مزرية من الاهمال الحكومي والفساد الإداري والبؤس العمالي هناك مقال جيد عن الكتب, وكيف انها الصناعة الثالثة في العالم ترتيبا, بعد السلاح والادوية –اشك, ماذا عن صناعة الأغذية !! -, وكيف ان مصر تنتج سنويا 9100 كتاب, اقل من 1% من كتب العالم اغلبها كتب دراسية مدرسية وجامعية , متوسط عدد النسخ كان في الأربعينات 5000 نسخة, ترجع إلى 1000-2000 الآن , كانت مصر تنتج 70% من كتب العالم العربي في عهد عبد الناصر, مقابل 30% في عهد مبارك مقال عظيم علشان باسم "إعلام جنابه " ينتقد فيه بقسوة رجل لم يعمل بالاعلام قط ومع ذلك يصبح المسئول الأول عن الإعلام – الوزير المطرود أنس الفقي – ولا ينس ان يذكرنا ان دول العالم الحر, لا يوجد بها وزارات إعلام لا ينس عيسى اهم الملفات في مصر, وهو حقوق الانسان والتعذيب, ولا كيف كانت التغيرات الوزارية تتم بناء على أساس ارضاء الحاكم وليس ارضاء الشعب, وكيف ان الوزراء كلهم كانوا حريصون على ارضاء الطاغية وعائلته , وكانوا بمثابة سكرتارية له وليسوا وزراء دولة , بل و يذكر ان أحد المسئولين الكبار قد اعترف له – وهذا لم يعد سرا الآن – بان أحد أسباب الاطاحة بالدكتور كمال الجنزوري انه يمشي فاردا ظاهره وسابقا في خطواته الرئيس احيانا يستعرض عيسى اوجه الشبه بين الحزب الوطني وحزب البعث سواء في سوريا أو العراق, وحالة الطوارئ في البلدان الثلاثة , والدولة البوليسية, وهو في الحقيقة متماثلة في كل الدول الشمولية, واذكر بكتابي 1984 ومزرعة الحيوانات لجورج أورويل , حيث قام بتحليل كل مايحدث في كل النظم الشمولية, حتى لتعجب, هل زار الرجل مصر ؟ الكتاب ضخم, في 528 صفحة, تحوي اكثر من مائتي مقال, كل منها يناقش بقوة وموضوعية قضية أو قضاياتستحق القراءة الآن والاستمتاع بها, في ظل سقوط النظام, لكن قرأتها يرسم لنا اخطاء الماضي, لكي نتجنبها في المستقبل , برغم اني لا اوافق تماما على "كل " أفكار عيسى,إلى إني لا انكر ان اغلب افكاره عادلة ومنطقية تماما, واحيي شجاعته المطلقة , واذكر بان افضل الجهاد : كلمة حق عند سلطان جائر وهذا مافعله عيسى اختم معكم بمقال ضحكت بعده كثيرا كثيرا, باسم "تشربوا إيه" يروي فيه قصة حدثت له عندما استدعى لاول مرة في نيابة أمن الدولة العليا- وهي مختلفة عن كل النيابات التي عرض عليها ابراهيم عيسى من قبل - لتحقيق مطول لمدة سبع ساعات,صحبه فيها 19 محامي متطوعا وثلات من اعضاء مجلس نقابة الصحفيين, وأثناء التحقيق عرض عليه رئيس النيابة اكثر من مرة :تشرب إيه يا أستاذ ابراهيم – لا داعي للتعب – لا لازم تشرب قهوة, يرن الجرس, يدخل ساع, شوف ابراهيم بيه يشرب إيه, فـأطلب , ثم يتوجه للمحامين شوف السادة المحامين يشربوا إيه, فيطلبون 19 طلبا موزعن بين الشاي والقهوة والحاجة الساقعة, ثم شوف الاساتذة من مجلس النقابة يشربوا إيه, تكرر الموضوع عدة مرات على مدى سبع ساعات تحت الحاح المحقق, ثم بعد انتهاء التحقيق, اصدر المحقق قرار اخلاء سبيل ابراهيم عيسى, ووسط دوشة المحامين ورنات التليفونات, وجد من يضع يده على كتفه قائلا : 45 جنيه يا أستاذ ابراهيم , "لم افهم, فقلت : 45 جنيه إيه, بتوع إيه ؟ قال لي : الحساب يا أستاذ ابراهيم, ردد بسرعة : حسب إيه, فرد حاسما :حساب المشاريب والطلبات , فوجئت فقلت له : اليست المشاريب على حسب النيابة ؟ فضحك الرجل : لأ حضرتك, المتهم هو اللي يدفع الحساب"</span> |
|
|
No comments:
Post a Comment