اخبار الحوادث

Saturday, March 31, 2012

نوة الشتاء الأخيرة وكذبة الربيع ...قصة قصيرة

نوة الشتاء الأخيرة وكذبة الربيع ...قصة قصيرة

نوة الشتاء الأخيرة وكذبة الربيع ...قصة قصيرة

يربط بينى وبين شوارع مدينة بحرى ورصفانها شجن قديم , ويجمعنى بيوت تلك المدينة وشوارعها حميمية قوية وتبدو شرفاتها ونوافذها عندما تنظر إليها كأنها أعين كبيرة أرقها طول السهر وأنهكها النحيب ، فتعرفني جيدا جدرانها القديمة التى شمخت أمام غزوات العصور ومعارك الأزمان وتقلبات الدهور وغدر البحر فى ليالى الشتاء الطويلة الحزينة ، أعود إليها بعد سنوات طوال فأجدها لم يترك كل ذلك بها إلا الخدوش والنقوش وتآكل الطلاء من عليها .
الساعة الآن تخطت الحادية عشر والنصف ليلا ً , المحلات تتأهب للإغلاق والمقاهي العتيقة تستعد لهجرة الزبائن منها ومن تبقى منهم فيها تحت ظلال الإضاءة الخافتة كأنهم أشباح وجوههم إلى الأرض أو إلى السماء فى شرود لا تراه إلا على من يحمل هما ً أو كارثة ، الليل مخيم كالحزن المقيم والطرقات تكاد تخلو من الناس مع اقتراب منتصف الليل لتبتلعهم البيوت ثم تعود وتلقيهم من جوفها مع الساعات الأولى من النهار ، وجوه من تبقى من المارة كئيبة منكسرة منهكة مؤرقة ، كم مر من الساعات وأنا أسير على قدمي ..؟ لا أتذكر ولا أريد .
شعرت ببعض القشعريرة والبرودة تسريان فى جسدى عندما انعطفت فى اتجاه هذا الشارع المؤدى إلى طريق البحر ، تلك التى أشعلت فى قلبى بعض الذكريات القديمة ، فثمة مأذنة طويلة لمسجد عتيق وطفح لماسورة صرف لأحد البيوت لا تتوقف عن الفيضان حتى فى هذا الوقت المتأخر ، لا أعلم لماذا ذكرنى ذلك بأيام عيد الأضحى فيما مضى وأصوات التكبير التى كانت لا تنقطع من مآذن المنطقة والتى كانت تشق الأفق وكنت أظنها فى صباي أنها تصل إلى الجانب الآخر من الشاطىء فتسمعها كل أووربا ، كان الكل مستيقظ الكل سعيد الوجوه مبتسمة مهنئة فى لهفة انتظار الصباح وصلاة العيد ، ملابس العيد الجديدة , مراجيح سيدى أبو العباس , رائحة الذبح وفراء الأضحية ولون الدماء يغطى الأرصفة ، نداء الجزارين نسمات الهواء التى تأتى من ناحية البحر مع بسمات الفجر الجديد التى كنا نستقبلها بكل فرح الأطفال عندما كنا نصلى ونتجمع عند رمال الشاطىء بجوار المراجيح ، كل ذلك أكاد أشعر به بل إننى أشتم رائحة الدماء وأسمع بعضا ً من أصوات الجزارين وهم ينادون على أصحاب الأضاحي .
يا إلهي ..أين ذهب كل ذلك الدفء ؟ ، أحاول أن أتلمسه بضم معطفى حول جسدى وفرك يدى بقوة فتأتيني الإجابة قشعريرة تسرى فى الأوصال ورياح تزداد شدة كلما اقتربت نحو اتجاه الشاطئ الخالي ، إنه موعد النوة الأخيرة لفصل الشتاء يسمونها بنوة العوة أو نوة العجوزة والتي يعلن فيها الشتاء انسحابه وانهزامه أمام شباب الربيع وفتوته فيطلق صيحة المهزوم الأخيرة أمام شموخ الإسكندرية التي لم تهزمها أبدا ًنوة أو كسرها يوما ًحزن ، يقولون أيضا أن الشتاء يعوى صيحته الأخيرة ثم يهوى منسحبا ً فى قاع البحر لتشرق شمس الربيع من جديد ويعم الدفء مرة أخرى أرجاء المدينة .
وصلت بصعوبة إلى رصيف الشاطئ الخالي ثم ما لبثت قدماي أن ساقتني إلى هذا المكان وتلك البقعة التى ما كنت أفكر ثانية فى الوصول إليها أبدا ، الآن فهمت لماذا كانت تدفعني الرياح بكل إصرار وعناد للتراجع كلما مضيت قدما ًفى طريقي وكنت أقاومها بكل غباء وإصرار فى المقابل ، الشاطئ المهجور مخيفٌ بحق والأمواج كئيبة اللون والمنظر لا تريد أن تهدئ ، تضطرب بشدة ولا تفتأ تضرب رماله بكل قوة وإصرار تماما ً كضربات قلبى المتصارعة القلقة ، صوت الرياح يأتيني من بعيد أسمعه فى أعماقي و يكاد يفتك بعظامي .
العاصفة شديدة البأس تلك الليلة والرياح عتية قوية أراها تلهو برمال الشاطئ المهزوم أمامها بكل سادية كفريسة مقهورة تقلب حباتها يمينا ويسارا وتبعثرها ، تماما كما تفعل بى الذكريات ما تكاد تهدئ ، تلهو بى تعود بى إلى سراديب ذاكرة كثيرا ً ما كنت أعلن أمام نفسى أن قد انتصرت عليها وأغرقتها فى أعماق بحار النسيان .
فأمام هذه البقعة من الشاطئ منذ عشر سنوات أشرق ربيع قلبى بالحب لأول مرة وفوق تلك الصخرة الصماء نبتت وروده ، ولأول مرة تنمو زهوره الملونة المبتسمة على تربته الخصبة ، هنا عاشت وتسلقت زهور اللبلاب وتشابكت أغصانها بين قلبى وقلبها قبل أن يصيبها الجفاف والذبول إلى الأبد , هنا التقينا وهنا افترقنا ، هنا كان مولد الربيع بمولد حبها بقلبي وهنا أيضا مات ليحل شتاء بارد مقيم .

حسنى صالح فى 23 مارس 2012 
 
كل مواضيعى منقولة ما لم اذكر عكس ذلك

Sunday, March 25, 2012

قصة اين عمري | احسان عبد القدوس

قصة اين عمري | احسان عبد القدوس


للتحميل اضغط هنا : اين عمري | احسان عبد القدوس

برجاء الإنتظار سيتم تجهيز رابط التحميل فى خلال ثواني
اذا واجهتك مشاكل اثناء التحميل او قراءة الكتاب اضغط هنا

كتاب عصر القرود | د . مصطفى محمود

عصر القرود | د . مصطفى محمود


للتحميل اضغط هنا : عصر القرود | د . مصطفى محمود

برجاء الإنتظار سيتم تجهيز رابط التحميل فى خلال ثواني
اذا واجهتك مشاكل اثناء التحميل او قراءة الكتاب اضغط هنا

اضغط على الصورة لتكبيرها

Thursday, March 22, 2012

السر . قصة قصيرة


 


 

انتهى دوام العمل بعدما وصل عقرب الساعات الى الثانية وقتلها بسُمهِ الزعاف .. أكاد أجزم أن تسمية عقارب الساعة لم يكن عشوائياً وإنما لأنها تسرق العمر أيضاً كعقارب الصحراء .. والآن حان وقت العودة الى المنزل .. زميلاتى تركننى الى منازلهن حيث سيذهبن سيراً وأنا على أن أستقل الحافلة الى منزل والدى حيث أقيم منذ أيام ليتكرر معى المسلسل اليومى .. والدى سيتصنع اللامبالاة .. والدتى تقذفنى بسهام التساؤل ولكنها لن تتحدث وسترسل أختى الصغرى تعاتبنى على غلقى لهاتفى فى محاولة مستترة مكشوفة لتعرف سر تركى لمنزل زوجى منذ أيام .. ولن أخبرها بشئ .. تعاهدت مع زوجى على أن نكون صندوقا مغلقاً لا يظهر الأسرار وأنا لن أخالف العهد حتى وإن فعل ما فعل .. أتساءل كيف يكون طبيباً لأمراض القلب وهو لا يعرف عن القلب شيئاً.


( أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا )
نبض هذا البيت فى ذهنى كومضة برق فى ليلة ليلاء ولست أدرى السبب .. وكأن ابن زيدون قد جاء من العصر الأندلسي ليخبرنى بان ما كان بيننا أصبح كأندلس أخرى .. مجرد ذكريات جميلة .

دوماً يذكرنى بالشعر .. ودوماً أذكره بالشعر.. قصيدة عمرى هو ولكنها قصيدة بلا وزن ولا قافية .. ولا كلمات.

وجاءت الحافلة أخيراً لتخرجنى من شرودى الذى لاحظته زميلاتى فى العمل وحاولن معرفة السبب بلا جدوى.

اتخذت مكاناً بجوار النافذة لأفكر دون ازعاج .. رائحة عطره لازالت تملأ أنفي .. يبدو أننى سأعانى كى أنساه .. لازالت الحافلة متوقفة فى انتظار المزيد من الركاب .. البائع الجوال يمرق بين الكراسي ينادى على بضاعته محاولاً جذب مشترين .. صوته يذكرنى بصوت زوجى .. سأعانى فى النسيان .

حين مر بجوارى ألقى الىّ مظروفاً صغيراً وعاد أدراجه .. التفتُ اليه , يشبه زوجى من الخلف .. يبدو أننى سأجن .. فتحت المظروف فوجدت رسالة بخط زوجى .


" أنا أعتذر .. عودى من فضلك أو على الأقل افتحى هاتفك "
نظرت من النافذة فوجدته يتجه نحو سيارتنا الحبيبة حاملاً بضاعته.. مجنون هو وأعشق جنونه .. ألم يخشي أن يراه أحد مرضاه .. ماذا يسعنى أن أفعل امام هذا الجنون .. حمداً لله أن الحافلة لم تتحرك .. وحمداً لله أننى لم أخبر أحداً بالسر .. ولا حتى أنتم .



تمت بحمد الله

حمل رواية اولاد حارتنا | نجيب محفوظ حملة اقرأ من فضلك

اولاد حارتنا | نجيب محفوظ


للتحميل اضغط هنا : اولاد حارتنا | نجيب محفوظ

برجاء الإنتظار سيتم تجهيز رابط التحميل فى خلال ثواني
اذا واجهتك مشاكل اثناء التحميل او قراءة الكتاب اضغط هنا

Engageya