اخبار الحوادث

Saturday, November 27, 2010

قصة و ماتت نظيرة

قصه قصيره تحاكي واقعنا المعاصر


وماتت نظيره

بقلم عاليه

لم تسعفها عبراتها ولا زفراتها ولا محاولات الرجاء من انتزاع كلمة سامحك الله من بين شفتي كل من حنان وصفاء
....................او حتى استعطاف قلب اي منهما

حنان .................... تلك المعلمه الرقيقه الحنونه صاحبة الخلق والدين
...............كانت من اطيب المعلمات وانبلهن واكثرهن صدقا وحبا لله سبحانه
كانت تعلم الطالبات حب الله ورسوله .............وحب الاسلام ............
وكانت تذكرهن بان حب الوطن لايمنع من رفع شعار الاسلام قبل كل شيء


اما صفاء.............. تلك المعلمه الصادقه ........والمكافحه........... صاحبة الشخصيه المحببه والقويه .........
....................وذات الكلمه المسموعه
التي تناضل بالفعل قبل القول .................وتناضل بالكلمه مكتوبة كانت ام مسموعه

كانت تلك المعلمه الفاضله تربي جيلا من البنات تحب حجابها وتفتخر فيه ................
وكانت لا تنسى بان تذكرهن من حين لاخر بقضية كل المسلمين وكل العرب
( فلسطين الحبيبه فلسطين السليبه )

وكانت ترسخ في قلوب الطالبات الالتزام بالاخلاق الطيبه التي دعا اليها الاسلام .

كلتا المعلمتان لم تدخرا جهدا في ايصال تلك الرسائل الرقيقه والطيبه للطالبات اللواتي يدرسنهن
ولم تمل اي منهما في ان تساعد الطالبات في ترسيخ العقيده ........وتجديد علاقتهن بربهن ...........
وتهذيب اخلاقهن بالاسلام قولا وعملا .

ولذا كانت كل طالبات المدرسه بلا استثناء يحببن هاتان المعلمتان النموذج للخير والقدوه الحسنه .


............... وهذا لم يكن يعجب مديرة المدرسه ( ست نظيره )
التي كانت لا يوجد لمخافة الله في قلبها مكانا ..................ولا تعرف عن دينها الا الاسم ..................
و تزاود وتتظاهر في الوطنيه من اجل الحفاظ على كرسيها ومنصبها

كيف لا وهي ناظرة ( مديرة) افضل واكبر مدرسه في بلدتها ..............
هذه المدرسه النموذجيه ............. التي تحتضن معظم الاحتفالات الوطنيه والقوميه والمهرجانات
والتي تستضيف الوفود من جميع الدول المتقدمه والراعيه لمجال التربيه والتعليم


لذا كانت تشعر تلك الناظره بالحقد والنديه من المعلمتين صفاء وحنان ............وكانت تكره اي خبر يقدر ويفرح هاتين المعلمتين
............كتقدير ممتاز مثلا من مشرف ................او كتاب شكر من الوزاره
...............ولم تكن تتمنى لهما خير................ بل كانت تسارع في اظهار العقوبات لهما والخصومات والحسومات .

وكان كلما وصلها خبر بان اي من الطالبات التزمت وارتدت الحجاب و لهاتين المعلمتين دور في ذلك
................او انهن والطالبات جمعن التبرعات خارج نطاق المدرسه
..................او شاركن في اي من المسيرات من خلال الجمعيات التي كان لحنان وصفاء الفضل في ارشاد الطالبات اليها
وكانت هذه المسيرات غالبا لاجل فلسطين اواي دوله اسلاميه تم الاعتداء عليها

كانت تزداد نظيره تلك المديره المتغطرسه حنقا وكرها لهاتين المعلمتين .................
كيف لا وهي ستفقد التهليل والتصفيق والثناء.....................
وستجد طالبات لا يرضين في الفساد الذي طالما دعت وتدعو اليه المدرسه ..................من احتفالات مختلطه او الدعوه للسفور
وغيرها من الامور التي جلبناها من الغرب والبسنا فيها .

وكانت نظيره لا تتورع من ان تستدعيهما الى غرفة الاداره بين الفينه والفينه
............... لكي تكيل لهما الاتهامات بالتقصير ............. واستغلال الطالبات والعبث بمشاعرهن
.....................واستغلال الحصص في امور لا تمت لموضوع الحصه بشيء
ظنا منها ان الدين وحب الوطن وحب البلاد الاسلاميه تتعارض مع اي من العلوم اوالادب

ولما فاض بها الكيل ولم تستطع ان تثني الطالبات عن اتباعهن والانصات اليهن..................
ولم تستطع ان توقف نشاطات حنان وصفاء.................
دبرت لهن مكيده !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

............... قامت الناظره وبفعل منصبها بكتابة تقرير مكذوب توضح فيه ان هاتين المعلمتين تنتميان لاحزاب تعارض الوطنيه .........
وتخدم اجندات خارجيه !!!!!!!!!!!!!!

ورفعت التقرير للسلطات الامنيه ........ وجمعت من الشهود من اذناب الاداره ما جمعت ------- لتثبيت التهمه .

مما ادى الى استدعاء المعلمتين .............والتحقيق معهما ..............واهانتهما ......واتخاذ الاجراءات الصارمه بحقهما
من فصل من المدرسه .............وحرمانهم من العمل في اي مدرسه اخرى ............ او الالتحاق باي وظيفه حكوميه
والامر الذي ادى الى كثير من الازمات الصحيه ..... والماديه ....... على كل من حنان وصفاء فيما بعد .

هذه الصور لم تغب عن بال حنان وصفاء ...............

عندما كانت نظيره تستجدي عطفهما .......بعد ان اقعدها مرض السرطان وقال لها الاطباء ان ايامها معدوده

...........هذا الخبر الذي كسر شوكة هذه الظالمه المتغطرسه
فما ان سمعت بالخبر حتى وقعت ارضا .............

لم تستطع قدماها ان تحملاها ..............وتذكرت كيف انها لم تحسب لمثل هذا اليوم ......ومثل هذه اللحظات حسابا
واخذت الافكار تدور في عقلها ...........وكيف انها تجبرت ........وظلمت

وكيف انها اسأت ......وكذبت ........وتكبرت
كيف انها ابكت...... وهمزت........ ولمزت

لم تحسب لمثل هذا اليوم حساب

ماذا تفعل الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ما حجتها عند العظيم الجبار .....................
ماذا ستفعل الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف ترجع الزمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اه .... اه ...........اه .........تنهدت نظيره ولم تدر ماذا تفعل ..............
هيه ...........
ماذا فعلت ؟ ....... لماذا غفلت ؟ ........ماذا افعل ؟............

ما عاد باليد حيله الان ............

ليس لي الا ان اطلب ممن ظلمتهم السماح ........... عسى الله ان يغفر لي
وارتاح من الالم الذي يعصر قلبي ............

وتذكرت من ظلمت ...........

نظيره تعود بذاكرتها ......من ظلمتهم كثر ........... ولكن ...........
ولكن حنان وصفاء ..........
اتذكر دعواتهن على ..........
اتذكر لحظات بكاءهن ........... واستنجادهن ........... لم اسمع ,,,,,,,,ما رفعت عنهم الظلم

اه ......... اه .......... وبكت نظيره ... بكت ........ بكت وكانها ما بكت بهذا القدر منذ ولدت
لكن ...........شعرت بان بكاءها الان لا يفيد ... ماذا افعل ؟؟؟؟ ماذا افعل ؟؟؟؟........

وما كان منها الا ان اتجهت لبيت احدى صديقاتها المعلمات ............وطلبت منها ان تدعي صفاء وحنان
وانتظرت قدومهن ............
وكانت كل دقيقه تمر كانها ساعات .......... ساعات ثقيله

ودارت بها الافكار ..........ولم تفارقها الدموع
ولم يوقف بكاءها الا صوت جرس الباب ............
فتح الباب ............

ودخلت كل من حنان وصفاء ويبدو عليهم الوجوم والاستغراب
ولكن نظيره ...........
ما ان رأت حنان وصفاء ...........حتى وقعت على قدمي كل منهما ..........ترجوهما ان يسامحاها على ما فعلت
وعلى ما بدر منها في الايام التي خلت ............

واخذت تستعطفهما ............وتبكي ............ وتستعطف .......

وقفت حنان بوجوم ............ووقفت صفاء بانتصار .........
وكان هذا لا يزيد نظيره الا انكسار ........ وبكاء ........... واستعطاف ............

............كلما دخل العطف على قلب اي منهما

................الا وا خرجته صورا دارت في عقل وخلد كل منهما ........ وذكريات ليس بالماضي البعيد
...........ذكريات ممزوجه بالالم .....والكسر ..... والقهر ..... والغضب .......

صفاء تتذكر لحظة بلحظه ............ ساعة وصولها للمخابرات
....................كيف انها وقعت مغشيا عليها من هول الصدمه للتهمه التي الصقت بها
تتذكر لحظات التحقيق ........... لحظات المهانه ......... لحظات الخوف ............ولحظات الضعف .

.....................وكيف انها مرت بعدها بازمات نفسيه.... فالاحلام السيئه لم تنفك عنها.......
وعبارات السخريه والاستهزاء التي لازمتها ممن حولها على انها ضيعت نفسها بفلسفتها ......
والعبارات التي كانت تقتلها كلما سمعتها من انها ليست وطنيه وتخدم اجندات خارجيه ...........

وتتذكر كيف ان علاقتها بمن حولها باتت على الشك..... والريبه ......
مما ادى بها الى الانطواء بين افراد عائلتها ....وزوجها ....واولادها فقط .
برغم انها كانت مثال المراه الاجتماعيه الرائعه الرقيقه المحبوبه .

وتذكرت الضائقه الماديه التي مرت بها ......من ديون ......وضيق في العيش .......
ومشاكل بينها وبين زوجها من قلة مافي اليد ............وكيف انها ضيعت راتبها .....فقد كان راتبها يسد الكثير من الحاجات
و يساعد في كثير من مصروف الاسره .

اما حنان ............تتذكر لحظات الرجاء..... والبكاء .......التي قضتها في نفس الدائره وهي تدافع عن نفسها
وتحلف وتقسم بانها ما فعلت الاخيرا ..... وان ما فعلته كان حبا لله ثم للوطن
وحاولت بائسه ان تقنعهم بان ما تفعله انما تربيه ربانيه وقرانيه ........وليس لها اي علاقه باجندات خارجيه

وكانت ترجوهم بان تخبر احدا من اهلها على الاقل بمكان وجودها ........
فهي تقبع عندهم منذ الصباح .............وقد تعدت الساعات حتى المساء وهي تتنقل بين غرف الحجز او الاستجواب
ولا يعلم احدا من اهلها عنها في ذلك الوقت شيئا ..........
ومن ثم تتذكر كيف تركها خطيبها رغم حبه لها ............التزاما لامر اهله .....وخوفا من ان يلاحق من قبل السلطات
.............. بعد ان بات بيتها جاهزا للزواج.

وكيف انها فقدت وظيفتها ..... وكيف انها لم تجد من المدارس من يوظفها ..........
وكيف,,, وكيف ,,,,,,,,,وكيف,,,,,,,,,

كيف اسامح ......زوعلى ماذا اسامح ؟؟؟.............
هذا ما دار بعقل وقلب كل من صفاء وحنان ............

فما كان من حنان وصفاء الا ان قالت كل منهما لنظيره ..........والله لا نسامحك !!

...... والله ينتقم منك
......وسوف نقاضيك عند الجبار

وخرجت حنان وصفاء ....... وايقن الان بنصر الله وانتقامه
..........
واجهشت نظيره في البكاء


*************************************
ما اغني عني ماليه ، هلك عني سلطانيه ،.............


هذه الايات تذكرتها الان نظيره


................كانت قد حفظت هذه الايات وهي طالبه في المدرسه .....................لكن لم تتذكرها الا الان .................

بعد فوات الاوان ......................

تذكرتها الان ................. وهي على فراش الموت

في غرفتها ..........................

وحيده ............... لا رفيق ............... ولا صديق ..................ولا ونيس
تنظر حولها في غرفتها ................
لا احد حولها ................ كأن الغرفه تعصف فيها الرياح


اين سلطاني ------- اين من وقف معي وساندني في الفساد -------اين جبروتي----------
اين من صفق لي ............. اين من اثنى علي ............ اين من هتف باسمي ...........
وتحسرت وعادت وأجهشت في البكاء


وماهي الا ايام ....................

وماتت نظيره .


انشر هذا الخبر فى صفحتك على الفيسبوك

Engageya